ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ :
ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼً ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻴﺪ ﻣﻦ الكتف
ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺎﺩﻱ: ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻼ ﻳﻈﻠﻤﻦّ ﺃﺣﺪًﺍ،
ﻓﺘﻘﺪﻣﺖ ﺇﻟﻴﻪ،
ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻣﺎ ﻗﺼﺘﻚ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺼﺘﻲ ﻋﺠﻴﺒﺔ,
ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻳﻮﻣًﺎ ﺻﻴﺎﺩًﺍ ﻣﺴﻜﻴﻨًﺎ ﺍﺻﻄﺎﺩ ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻨﻲ،
ﻓﺠﺌﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻋﻄﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺃﻋﻄﻴﻜﻬﺎ، ﺃﻧﺎ ﺁﺧﺬُ ﺑﺜﻤﻨﻬﺎ ﻗﻮﺗًﺎ
ﻟﻌﻴﺎﻟﻲ، ﻓﻀﺮﺑﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻗﻬﺮًﺍ، ﻭﻣﻀﻴﺖ بها.
ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺎ أسير ﺑﻬﺎ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ فيها حياة
ﺇﺫ ﻋﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻬﺎﻣﻲ ﻋﻀﺔ ﻗﻮﻳﺔ،
ﻭﺁﻟﻤﺘﻨﻲ ﺃﻟﻤًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ، ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺍﻟﻮﺟﻊ، وتوﺭﻣﺖ ﻳﺪﻱ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺗﻴﺖ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﻭﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻟﻢ،
ﻓﻘﺎﻝ: إقطعه ﻭﺇﻻ ﺗﻠﻔﺖ ﻳﺪﻙ، ﻓﻘﻄﻌﺖ
ﺇﺑﻬﺎﻣﻲ.
ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻳﺪﻱ،
ﻭﻟﻢ ﺃﻃﻖ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ،
ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻜﻒ.
ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻲَّ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻱ
ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﻒ.
ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺃﻟﻤﻚ؟
ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ،
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺭﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ
ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻓﺎﺳﺘﺤﻠﻠﺖ ﻣﻨﻪ
ﻭﺍﺳﺘﺮﺿﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺖ ﻳﺪﻙ، ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺍﻵﻥ
ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﺭﺿﺎﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻟﻰ
ﺑﺪﻧﻚ.
ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﻢ ﺃﺯﻝ ﺃﻃﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺗﻪ
ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﺃﺑﻜﻲ
ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻲ،
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﻭﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟
ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻏﺼﺒًﺎ.
ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻭﺃﺭﻳﺘﻪ ﻳﺪﻱ, ﻓﺒﻜﻰ ﺣﻴﻦ
ﺭﺁﻫﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻗﺪ ﺣﻠﻠﺘﻚ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ: ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺩﻋﻮﺕ
ﻋﻠﻲّ ﻟﻤﺎ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻚ؟
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ. ﻗﻠﺖ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﻮّﻯ ﻋﻠﻲّ ﺑﻘﻮﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻲ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻲ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﻲ ﻇﻠﻤًﺎ
ﻓﺄﺭﻧﻲ ﻓﻴﻪ ﻗﺪﺭﺗﻚ.
فما بالك من قتل الناس و دمر المدن وشرد أهلها
فالأعداء اليوم اذاقهم الله ألم الضلم